Close Menu
Jadal60
  • الرئيسية
  • أخبار
    • سياسة
    • مجتمع
    • فن
    • ثقافة وفنون
    • رياضة
  • فيديو
    • فيديوغراف
    • فيديو نيوز
    • جدل tv
  • مثير للجدل
    • الرأي الآخر
  • اقتصاد المستقبل
    • اقتصاد
    • العملات الرقمية
    • الطاقة المتجددة
  • صحافة المواطن
  • تريكيل
    • شرح ملح
    • بارلامان شو
    • فاست فود
  • إيكولوجيا
    • الطاقة المتجددة
    • البيئة
اختيارات المحرر

مرجة الفوارات كنز إيكولوجي بين الإهمال وإمكانات التأهيل

9 أبريل، 2025

تحليل إخباري: الملك يحدد ملامح المرحلة المقبلة في ملف الصحراء المغربية

12 أكتوبر، 2024

فنانون مغاربة: الوسطاء يقتطعون 70% من الأجر مقابل تسجيل الأسماء في مهرجانات الصيف

29 أغسطس، 2024

الجدل يثور في المغرب حول استيراد نفايات خطرة من أوروبا

28 أغسطس، 2024
فيسبوك الانستغرام يوتيوب واتساب تيكتوك
الخميس, 17 يوليو
Jadal60
فيسبوك الانستغرام يوتيوب واتساب تيكتوك RSS
  • الرئيسية
  • أخبار
    1. سياسة
    2. مجتمع
    3. فن
    4. ثقافة وفنون
    5. رياضة
    6. مشاهدة الكل

    تحليل إخباري: الملك يحدد ملامح المرحلة المقبلة في ملف الصحراء المغربية

    12 أكتوبر، 2024

    عاجل : هذا ما قالته الوزيرة “بنعلي” عن الصورة المزعومة و”قبلة باريس”

    28 مايو، 2024

    على وقع الفضائح : “الباميون” يعقدون مؤتمرهم الخامس (تحليل إخباري)

    9 فبراير، 2024

    عزيز أخنوش يخطط لتعزيز فريق حكومته بكتاب عامين

    4 فبراير، 2024

    جمعية حقوقية تطالب بتدخل عاجل لحل أزمة سوق الجملة بتازة

    27 أغسطس، 2024

    استياء في مدينة فاس بعد هدم “باب تاريخي” لإنشاء موقف سيارات

    24 فبراير، 2024

    توقف التصدير يُعزز قدرة المغاربة على الوصول إلى الغذاء بأسعار معقولة

    7 فبراير، 2024

    تحت وطأة الجفاف: مستقبل المغرب في مواجهة أزمة المياه (تحليل إخباري)

    6 فبراير، 2024

    فنانون مغاربة: الوسطاء يقتطعون 70% من الأجر مقابل تسجيل الأسماء في مهرجانات الصيف

    29 أغسطس، 2024

    عناصر الشرطة تعتقل الفنانة دنيا باطما في الدار البيضاء

    31 يناير، 2024

    لطيفة رأفت تكسر الصمت: رد قوي على الاتهامات المرتبطة بـ “المالي”

    26 ديسمبر، 2023

    لأول مرة في تاريخه..مهرجان مراكش يتوج مخرجة مغربية بجائزته الكبرى

    2 ديسمبر، 2023

    لطيفة رأفت تكسر الصمت: رد قوي على الاتهامات المرتبطة بـ “المالي”

    26 ديسمبر، 2023

    لأول مرة في تاريخه..مهرجان مراكش يتوج مخرجة مغربية بجائزته الكبرى

    2 ديسمبر، 2023

    وزارة الأوقاف تستثمر 653 مليون درهم في ترميم 108 مسجداً تاريخياً

    29 نوفمبر، 2023

    من مراكش إلى فلسطين: سينمائيون ينتفضون ضد الصمت ويتضامنون بقوة

    29 نوفمبر، 2023

    تقارير: مبابي ينضم إلى ريال مدريد في نهاية الموسم

    4 فبراير، 2024

    تدفق الجماهير الإيفوارية لدعم المنتخب المغربي قبل مباراته ضد جنوب أفريقيا

    30 يناير، 2024

    أبو جبل في الليلة المظلمة.. “لغز اليمين” حير المصريين

    29 يناير، 2024

    المنتخب المغربي يواجه الكونغو بحثا عن التأهل الى الدور الثاني

    21 يناير، 2024

    تحليل إخباري: الملك يحدد ملامح المرحلة المقبلة في ملف الصحراء المغربية

    12 أكتوبر، 2024

    فنانون مغاربة: الوسطاء يقتطعون 70% من الأجر مقابل تسجيل الأسماء في مهرجانات الصيف

    29 أغسطس، 2024

    الجدل يثور في المغرب حول استيراد نفايات خطرة من أوروبا

    28 أغسطس، 2024

    جمعية حقوقية تطالب بتدخل عاجل لحل أزمة سوق الجملة بتازة

    27 أغسطس، 2024
  • فيديو
    1. فيديوغراف
    2. فيديو نيوز
    3. جدل tv
    4. مشاهدة الكل

    محمد زيان: رحلة من الوزارة إلى الزنزانة – تأملات بعد عام من الاعتقال (فيديو)

    23 نوفمبر، 2023

    16 غشت 1972..التفاصيل الكاملة للإنقلاب الفاشل الذي قاده “أوفقير”

    16 أغسطس، 2023

    الاسم العبري للاعب المنتخب الوطني: بين الجدل والتساؤلات

    30 مايو، 2023

    ناشط حقوقي في أقوى رد على أخنوش : أي سيادة غذائية تتحدث عنها ؟

    24 مايو، 2023

    محمد زيان: رحلة من الوزارة إلى الزنزانة – تأملات بعد عام من الاعتقال (فيديو)

    23 نوفمبر، 2023

    16 غشت 1972..التفاصيل الكاملة للإنقلاب الفاشل الذي قاده “أوفقير”

    16 أغسطس، 2023

    الاسم العبري للاعب المنتخب الوطني: بين الجدل والتساؤلات

    30 مايو، 2023

    ناشط حقوقي في أقوى رد على أخنوش : أي سيادة غذائية تتحدث عنها ؟

    24 مايو، 2023

    محمد زيان: رحلة من الوزارة إلى الزنزانة – تأملات بعد عام من الاعتقال (فيديو)

    23 نوفمبر، 2023

    “حسن الفد” يقدم يد العون للمتضررين من زلزال الحوز (فيديو)

    19 سبتمبر، 2023

    في زمن الأزمة: روض أطفال بسلا يقدم درساً في العمل الإنساني

    11 سبتمبر، 2023

    16 غشت 1972..التفاصيل الكاملة للإنقلاب الفاشل الذي قاده “أوفقير”

    16 أغسطس، 2023

    محمد زيان: رحلة من الوزارة إلى الزنزانة – تأملات بعد عام من الاعتقال (فيديو)

    23 نوفمبر، 2023

    “حسن الفد” يقدم يد العون للمتضررين من زلزال الحوز (فيديو)

    19 سبتمبر، 2023

    في زمن الأزمة: روض أطفال بسلا يقدم درساً في العمل الإنساني

    11 سبتمبر، 2023

    16 غشت 1972..التفاصيل الكاملة للإنقلاب الفاشل الذي قاده “أوفقير”

    16 أغسطس، 2023
  • مثير للجدل
    1. الرأي الآخر
    2. مشاهدة الكل

    تحديات الصحة في المغرب: رؤية شاملة لورش التغطية الصحية الشاملة

    30 نوفمبر، 2023

    دراسة جديدة تكتب “شهادة وفاة” الصحف الورقية في المغرب

    26 نوفمبر، 2023

    استضافة كأس العالم 2030: نجاح رياضي أم تحدٍ اقتصادي؟

    22 أكتوبر، 2023

    وكالة المغرب العربي للأنباء.. بين التمويل الضخم والأداء المحدود

    20 يوليو، 2023

    عاجل : هذا ما قالته الوزيرة “بنعلي” عن الصورة المزعومة و”قبلة باريس”

    28 مايو، 2024

    تقرير : الشرطة الاسبانية تجسست على القنصل المغربي ومسؤولين آخرين

    2 أبريل، 2024

    برنامج فرنسي يثير جدلاً واسعا بعد مقارنة الجزائر بكوريا الشمالية

    11 مارس، 2024

    استياء في مدينة فاس بعد هدم “باب تاريخي” لإنشاء موقف سيارات

    24 فبراير، 2024
  • اقتصاد المستقبل
    1. اقتصاد
    2. العملات الرقمية
    3. الطاقة المتجددة
    4. مشاهدة الكل

    إدارة الجمارك توضح شروط الإعفاء من ضريبة استيراد السلع

    16 فبراير، 2024

    “طاقة” أبو ظبي تستثمر 10 مليارات دولار في الهيدروجين الأخضر بالمغرب

    11 يناير، 2024

    هكذا يتجه أخنوش نحو السيطرة على صناعة الغاز المسال بالمغرب

    9 يناير، 2024

    مجلس المنافسة في المغرب: بين الشفافية والغموض في قضية المحروقات

    2 ديسمبر، 2023

    البيتكوين تستعيد هيمنتها: توقعات بصعود مستدام في سوق “البلوكتشين”

    3 نوفمبر، 2023

    توقعات بإرتفاع هذه العملة المشفرة إلى 6 أرقام

    28 يوليو، 2023

    العملات الرقمية للبنك المركزي: مائدة مستديرة حول الموضوع الإثنين المقبل بالرباط

    17 يونيو، 2023

    “كريبتو” : توقعات بارتفاع سعر الإيثريوم إلى هذا المستوى بحلول عام 2030

    29 مايو، 2023

    تقرير إيجابي: منشآت الطاقة تعمل بشكل طبيعي بعد زلزال الحوز

    29 سبتمبر، 2023

    30 مليار درهم..التنقيب عن النفط في المغرب يستقطب استثمارات ضخمة

    4 مارس، 2023

    تشغيل محطة مجانية لشحن السيارات الكهربائية ببركان

    27 فبراير، 2023

    ما الذي تحقق من مشاريع الطاقات المتجددة بالأقاليم الجنوبية؟

    8 فبراير، 2023

    دعوى قضائية تهز عرش العملاق “باينانس”..وما علاقة “رونالدو”؟

    30 نوفمبر، 2023

    البيتكوين تستعيد هيمنتها: توقعات بصعود مستدام في سوق “البلوكتشين”

    3 نوفمبر، 2023

    توقعات بإرتفاع هذه العملة المشفرة إلى 6 أرقام

    28 يوليو، 2023

    العملات الرقمية للبنك المركزي: مائدة مستديرة حول الموضوع الإثنين المقبل بالرباط

    17 يونيو، 2023
  • صحافة المواطن

    مرجة الفوارات كنز إيكولوجي بين الإهمال وإمكانات التأهيل

    9 أبريل، 2025

    عاجل: عامل مراكش يوافق على مشروع “القرية المؤقتة” في اقليم الحوز

    14 سبتمبر، 2023

    موظفو المركز الاستشفائي ابن سينا ينادون بتفعيل مقتضيات المرسوم 681-22-2

    22 يونيو، 2023

    من الأحلام إلى الكبوة : حكايات شباب مغاربة وصراعهم اليومي مع البطالة

    17 مايو، 2023

    فلاحون في “ولاد بورحمة” بالقنيطرة يشتكون نزع ملكية أراضيهم دون تعويض

    25 فبراير، 2023
  • تريكيل
    1. شرح ملح
    2. بارلامان شو
    3. فاست فود
    4. مشاهدة الكل

    فضيحة طبية في تازة: هل تم تحويل معدات طبية إلى مصحة خاصة ؟

    27 نوفمبر، 2023

    بالفيديو.. شاهد بنكيران وهو “سعيد” بتحلق المنابر الإعلامية حوله

    18 مارس، 2023

    أخنوش وحكومتو ..من تستاهلو حسن الى ” تستاهلو ما كثر” (سخرية سياسية)

    4 أكتوبر، 2022

    وزارة “الترباب” والسخافة وسب “الطواسل” (سخرية سياسية)

    27 سبتمبر، 2022

    سخرية سياسية : وا هيا ميمتي آش هاد لفضيحة..وا مولاي إبراهيم..وااا لوالي كلاّع الضيم

    23 ديسمبر، 2021

    فنانون مغاربة: الوسطاء يقتطعون 70% من الأجر مقابل تسجيل الأسماء في مهرجانات الصيف

    29 أغسطس، 2024

    بين متعة الاحتفالات وكآبة النهاية: تحليل نفسي لظاهرة اكتئاب نهاية العام

    31 ديسمبر، 2023

    الحكومة المغربية تعتمد 14 يناير عيدًا رسميًا للاحتفال برأس السنة الأمازيغية

    23 نوفمبر، 2023

    دراسة غريبة : الزواج غير السعيد هو الخيار الأفضل لصحتك!

    21 نوفمبر، 2023

    فقط في أمريكا تحصل على أجر لقول”لا أملك أي شيء”! (فيديو طريف)

    21 نوفمبر، 2022

    أخنوش وحكومتو ..من تستاهلو حسن الى ” تستاهلو ما كثر” (سخرية سياسية)

    4 أكتوبر، 2022

    وزارة “الترباب” والسخافة وسب “الطواسل” (سخرية سياسية)

    27 سبتمبر، 2022

    سخرية سياسية / وزير الفلاحة للمغاربة : لا غلا على مسكين الحولي غير بـ 800 درهم فقط ! (فيديو )

    27 يونيو، 2022
  • إيكولوجيا
    1. الطاقة المتجددة
    2. البيئة
    3. مشاهدة الكل

    تقرير إيجابي: منشآت الطاقة تعمل بشكل طبيعي بعد زلزال الحوز

    29 سبتمبر، 2023

    30 مليار درهم..التنقيب عن النفط في المغرب يستقطب استثمارات ضخمة

    4 مارس، 2023

    تشغيل محطة مجانية لشحن السيارات الكهربائية ببركان

    27 فبراير، 2023

    ما الذي تحقق من مشاريع الطاقات المتجددة بالأقاليم الجنوبية؟

    8 فبراير، 2023

    مرجة الفوارات كنز إيكولوجي بين الإهمال وإمكانات التأهيل

    9 أبريل، 2025

    تحت وطأة الجفاف: مستقبل المغرب في مواجهة أزمة المياه (تحليل إخباري)

    6 فبراير، 2024

    “طاقة” أبو ظبي تستثمر 10 مليارات دولار في الهيدروجين الأخضر بالمغرب

    11 يناير، 2024

    رئيس الحكومة في مرمى الانتقادات بسبب صفقة تحلية مثيرة

    10 ديسمبر، 2023

    مرجة الفوارات كنز إيكولوجي بين الإهمال وإمكانات التأهيل

    9 أبريل، 2025

    الجدل يثور في المغرب حول استيراد نفايات خطرة من أوروبا

    28 أغسطس، 2024

    تحت وطأة الجفاف: مستقبل المغرب في مواجهة أزمة المياه (تحليل إخباري)

    6 فبراير، 2024

    “طاقة” أبو ظبي تستثمر 10 مليارات دولار في الهيدروجين الأخضر بالمغرب

    11 يناير، 2024
Jadal60
الرئيسية»أخبار»16 غشت 1972..التفاصيل الكاملة للإنقلاب الفاشل الذي قاده “أوفقير”

16 غشت 1972..التفاصيل الكاملة للإنقلاب الفاشل الذي قاده “أوفقير”

جدل6016 أغسطس، 2023
شاركها
فيسبوك تويتر البريد الإلكتروني واتساب

أيمن متروك – جدل60 TV (خاص)

في عام 1972، عاشت القاعدة  الجوية الثالثة بالقنيطرة لحظات مشحونة بالتوتر والتحدي، حيث تجلى حلم الضباط الشبان “المغرر بهم” بالحرية والتغيير. كانت أرواحهم مليئة بالحماس والتطلعات إلى عالم جديد يفتح لهم أفقاً للبناء والتقدم. لكنها آمال متبخرة، فقد تمزقت حبالها حتى قبل أن تتحقق، حين نسجت محاولة انقلاب في المقصف الصغير نفسه الذي كان يجمع فيه الطيارون المتطلعون إلى الأفق الجديد.

ما كان يفترض فيه يوماً عادياً في برج المراقبة على قمة القاعدة الجوية، تحوّل إلى يوم مشؤوم عندما انطلقت ست طائرات حربية منها باتجاه الشمال، بهدف اعتراض طائرة “البوينغ الملكي” التي تقل الملك وأعضاء حكومته وأفراد من العائلة الملكية.

أحمد الوافي، الذي كان يشغل منصب رئيس العمليات في القاعدة، شهد هذه الأحداث بصدمة واستغراب، ظنّاً منه أنها عملية خفر عادية.

لكن الحقيقة كانت أقسى مما كان يتصور. المخطط الذي ترأسه الجنرال محمد أوفقير والكولونيل محمد أمقران ككان يتزامن مع بث الموسيقى العسكرية على أمواج الإذاعة الوطنية، إشارة إلى إعلان الجمهورية بنجاح محاولة الانقلاب. المخطط كان يهدف أيضاً إلى تجميد الجيش والسيطرة على حركة المواطنين.

الجنرال أوفقير قبل تنفيذ الانقلاب بأشهر قليلة

في السماء، كانت الطائرات الحربية تنفذ جولات استطلاعية للبحث عن الطائرة الملكية، وسط تواصل المحادثات العصيبة بين الطيارين داخل برج المراقبة. في تلك اللحظات، تبدو القاعدة الجوية مكاناً يشع بالحياة والانتظار، لكن خلف الكواليس كان يُحاكي القدر مآساة وتضحية تتخفى خلف المشهد العسكري البارز.

بعد هذه المحادثة القصيرة التي جمعت الطيارين فيما بينهم، أخذ الكولونيل أمقران جهاز الاتصال اللاسلكي وبدأ يتحدث مع الكومندو الكويرة: “أين أنتم؟”

كويرة: نحن في المنطقة المعلومة كولونيل… بالقرب من طنجة.. وفي هذه الأثناء لا وجود لأي طائرة في الأجواء…

ساد الصمت بعد ذلك. وبعد لحظات، سيصرخ بوخالف على الساعة الرابعة وعشرين دقيقة: “طالهيو..طالهيو”، وهي عبارة أمريكية تعني أن الهدف جاهز. طائرة “البوينغ” الملكية أصبحت مكشوفة الآن، وهي تحلق في سماء تطوان.. سنسمع بعد ذلك، قائد الطائرة الملكية، محمد القباج، وهو طيار ماهر كان في سلاح الجو، قبل أن ينتقل إلى الطيران المدني، يتحدث عبر جهاز الراديو اللاسلكي: “طائرات F5…من أنتم؟.

طائرة البوينغ التي استهدفتها محالوة الانقلاب / الاغتيال

لم يهتم أحد بالنداء وفهم الملك بسرعة بأن الأمر ليس طبيعياً وخارج المألوف، قبل أن يعود ليصرخ: “ابتعدوا ابتعدوا جلالة الملك لم يطلب الحراسة…أُعِيدْ…أخلوا المكان.

“أخلوا المكان أُعِيدْ ابتعدوا الملك لم يطلب الخفر” يُردد القباج بنبرة غاضبة. لكن ما هذا؟ إنهم يُجَهزون القذائف سنتعرض لهجوم… الطائرات الحربية تستعد للقصف”… كانت تصلنا كلمات قائد الطائرة الملكية بشكل متقطع، في برج المراقبة، كنا في حالة ذهل ورعب شديدين، أمقران يَحُوم في المكان بخطوات متثاقلة، لا يستطيع أن يتحكم في نفسه”.

“لقد أصابوا الطائرة الملكية…لقد دمَّرُوا المحرك”… يتابع القباج الذي يقود الطائرة الملكية في ارتفاع متوسط، هنا بدأ كل شيء جلياً، نحن أمام انقلاب نعيش تفاصيله ثانية بثانية.

“الأوغاد. لقد دمَّرُوا المحرك الثاني. نار نار في الطائرة” تتوالى صيحات القائد القباج، “سنسقط… سنصطدم مع الأرض”.

داخل برج مراقبة بقاعدة القنيطرة، طلب الكابتان العربي من الكولونيل أمقران إرسال طائرات حربية لإنقاذ حياة الملك، والاتصال بقاعدة سلا لوضعها في الصورة، ليرد عليه الكولونيل: “اصمت، هذا شأن الضباط”، “على الجميع أن يظل في مكانه…أنا قائدكم…أنا الذي أتحكم هنا…فهمتم؟

سيبدأ كويرة بإطلاق النار. لكن المفاجأة الكبرى أن مدفعه تَعطَّل. كان صوتُه يُسْمَعُ على الراديو، وهو يشتم آلته التي خذلته؛ لأنها ربما لم تشحن جيدا على الأرض، كما سيصرِّحُ فيما بعد، قائد سرب الطائرات صلاح حشاد، في مذكراته.

أنقذ بوخالف وزياد، اللذان علما بالعملية الانقلابية وهما في السماء، الموقف بإطلاق النار على أحد محركات البوينغ الثلاث.

أثار رصاص اخترق الطائرة

عندما عجز كويرة عن تشغيل مدفعه الرشاش، قرر القيام بهجومٍ انتحاري على البوينغ الملكي، على شاكلة “الكاميكاز الياباني”.

“وداعاً يا أصدقائي سأَمُوتُ من أجل الوطن”، يقول كويرة في جهاز الراديو، قبل أن يقفز بمقعده من الطائرة، ليسقط عبر “الباراشوت” في منطقة قريبة من سوق الأربعاء الغرب، حيث سيلقي عليه الدرك الملكي القبض، وتنجو البوينغ من عملية الاصطدام وتواصل تحليقها في السماء.

بعد دقائق، سيعود بوخالف إلى مهاجمة الطائرة الملكية، التي بدأت تفقد بعض علوها.

وفي هذه الأثناء، سيلقي الطيار الريفي بخزانه الرئيس المليء يالكيروزين على “البوينغ”، دون جدوى، كان يريد أن يشعل النار في جسم الطائرة الملكية، التي بدأت تحلق على علو منخفضٍ فوق أرضية قاعدة القنيطرة.

وما هي إلا لحظات حتى ظهرت الطائرة الملكية وسط سحب من الدخان الأسود تقترب من الأرض، كانت تبدو كطائر جريحٍ يسقط من السماء. بدا الكولونيل أمقران مذهولاً لنجاة “طائرة الملك”، كيف لـ6 طائرات حربية مُعدة بأحدث التقنيات وبالقذائف الصاروخية أن تفشل في إسقاط طائرة مدنية، يقودها طيار مُحنك خَبرَ سلاح الجو لأزيد من عشرين سنة.

واصلت الطائرة تحليقها نحو مطار الرباط، مخلفةً من ورائها سرباً من الدخان سرعان ما تبدى مع رياح الصيف الحارة.

في مطار رباط سلا، كانت هناك نخبة من الوزراء والضباط السامين، من بينهم إدريس بنعمر، الجنرال المعروف في مغرب “السبعينيات”، سيصير بعد وفاة أوفقير الرجل الثاني في الجيش، تنتظر الملك الذي غاب 20 يوماً عن المغرب، وهي تجهل كل شيء عن المحاولة الانقلابية، كانت الاستعدادات على قدم وساق. فرق من الجوق الوطني تنشد أغاني حماسية، وأفراد من الحرس الملكي تُؤمِّن المكان، تظهر حيناً وتختفي حيناً.

بالعودة إلى قاعدة القنيطرة الحربية، كانت الأحداث قد تجاوزت الكولونيل أمقران، الذي بدا مستسلماً أمام أمر الواقع، وبالرغم من أنه فشل في إسقاط الملك من السماء، سيُعاود الكولونيل المحاولة من جديد، لكن هذه المرة، سيطلب من الطيارين بوخالف وزياد، اللذين حطّا لتوهما بطائراتهما في مدرج القاعدة الجوية، الالتحاق بمطار سلا، من أجل تنفيذ ضربات جوية تستهدف هذه المرة الموكب الملكي، ولم يتردد الطياران في الأمر وقاما بتسليح الطائرات من جديد قبل أن يتوجها صوب الجنوب باتجاه العاصمة الرباط.

وفور وصولهم مطار سلا الرباط، قام الطيارون بإطلاق النار على المدنيين، وتوفي العشرات في حادث مأساوي، ثم بعد ذلك قنبلوا قصر الرباط بعنفٍ؛ لكن دون جدوى، فقد سلك الملك طريقاً مغايراً إلى قصر الصخيرات بدل قصر الرباط.

وفي المساء نفسه، وصل أوفقير إلى قصر الصخيرات الصيفي، حيث وجد في انتظاره الملك الحسن الثاني مرفوقاً بمحمد الدليمي، الذي سيخلف أوفقير على رأس وزارة الداخلية، ثم مولاي حفيظ العلوي، الحاجب الملكي الذي سيشكل سداً منيعا للحيلولة دون الوصول إلى القصر.

مات الجنرال أوفقير في وقت ما خلال ليل 16 و17 أغسطس، فهناك روايات متعددة عن مصيره، بعضها يشير إلى أنه قد انتحر بينما تشير أخرى إلى أنه قد نُحر وقال البيان الرسمي أنه انتحر بعد منتصف الليل فيما كان قد اِعتُبِرَ لبعض الوقت الرجل صاحب الولاء الشخصي الكبير للملك، وقد أنهى حياته بسبب أنه فشل في المعرفة المسبقة بهجوم الصخيرات ومن بعد اختياره لطيارين لم يكن يعرف عدم ولائهم. ومن بعد أيضا، وحوالي الساعة 00:02 وبعد أن رأى الملك الرائد كويرة الذي قاد الهجوم والذي تحطمت فيه طائرته F-5، أصبح على قناعة بأن رواية أمقران صحيحة، وأن أوفقير مذنب في تدبير الإنقلاب، فيما بدا أن التحري والتحقيق اللاحق مع الطيارين الآخرين قد أكد كل ذلك. دُفِنَ أوفقير في اليوم التالي باِعتِبَارِه منتحرًا، بلا صلاة، في قريته بوذنيب في النواحي الجنوبية لجبال الأطلس.

الكولونيل أمقران، جانب من أطوار المحاكمة

من جانبه وصف الحسن الثاني المؤامرة بأنها حادث عرضي فيما اعترف علنا بأنها تعبر عن فشل أساسي في الحياة السياسية والاجتماعية بالمغرب. وإلى ذلك دعا للوحدة الوطنية، مشيرا إلى نواياه نحو سيطرة حاسمة على الجيش بتولّي قيادته المباشرة بنفسه، مع الاستمرار بحكم شبه دستوري كما مثله دستور مارس 1972. عرف الجيش عملية تنظيف كبيرة باستثناء القوات التي لا يتطرق الشك لولائها وهي الدرك الملكي والقوات المساعدة (المخازنية)، وهي قوات الدعم التقليدية للنظام العلوي.

قبض على الطيارين وعلى من بقي على قيد الحياة من المشاركين في المحاولة الانقلابية وعلى رأسهم قائد سلاح الطيران وقائد قاعدة القنيطرة الجوية وأعدم الكثير من الطيارين والضباط. وحكم على الغالبية بالسجن عشرين عاما قضوا منها ثمانية عشر عاما في سجن تازمامرت.

اعترف أمقران أمام المحكمة أنه «حاول القضاء على الملك وتآمر على النظام» ثلاثة أشهر من قبل، كانت الأحكام ثقيلة ونهائية، اقتيد في 13 يناير 1973 اثنى عشر طيارًا هم (المقدم محمد أمقران، المقدم الوافي كويرة، عبد القادر زياد، حميد بوخالف، عبد العالي المهدي، أحمد بلقاسم، العربي بينوا، الطاهر بحراوي، عبد الرحمان كمون، الحاج العربي، اليزيد ميداوي)، إلى شاطئ شليحات قرب القنيطرة، حيث أعدموا رميا بالرصاص، و 35 ودعوا بالسجن المركزي بالقنيطرة، وثمانية أشهر لاحقا أُلقي بهم في معتقل تازمامارت، أما 117 من الضباط الآخرين فقد تمت تبرئتهم.

 

المصادر :

• “Morocco: Attempted Coup d’État, 1972.” Encyclopaedia Britannica.
• Bennison, Amira K. “The 1971 and 1972 Moroccan Coup Attempts Reconsidered.” The Journal of North African Studies, vol. 24, no. 4, 2019, pp. 623-643.
• Pennell, C. R. “A Clash of Nationalisms: Moroccans in France Before 1914.” The Maghrib in Question: Essays in History and Historiography, University of Texas Press, 2014.
• The memoirs of former Captain Ahmed Al-Wafi.

استقرار انقلاب تاريخ تحديات تحول سلمي تطور تغيير سلمي. تنمية حفظ الاستقرار حقوق المواطن حوار ضباط طائرة ملكية قاعدة عسكرية قرن السبعينيات محاولة انقلابية ملك وحدة وطنية
شاركها. فيسبوك تويتر لينكدإن البريد الإلكتروني تيلقرام واتساب
السابق“لسعات العقارب” تحول العطلة إلى كابوس لأطفال المناطق المهمشة
التالي أخنوش في قلب الجدل: المحكمة تلغي صفقة مربد السيارات بأكادير

المقالات ذات الصلة

تحليل إخباري: الملك يحدد ملامح المرحلة المقبلة في ملف الصحراء المغربية

12 أكتوبر، 2024

فنانون مغاربة: الوسطاء يقتطعون 70% من الأجر مقابل تسجيل الأسماء في مهرجانات الصيف

29 أغسطس، 2024

الجدل يثور في المغرب حول استيراد نفايات خطرة من أوروبا

28 أغسطس، 2024
آخر الأخبار

مرجة الفوارات كنز إيكولوجي بين الإهمال وإمكانات التأهيل

9 أبريل، 2025

تحليل إخباري: الملك يحدد ملامح المرحلة المقبلة في ملف الصحراء المغربية

12 أكتوبر، 2024

فنانون مغاربة: الوسطاء يقتطعون 70% من الأجر مقابل تسجيل الأسماء في مهرجانات الصيف

29 أغسطس، 2024

الجدل يثور في المغرب حول استيراد نفايات خطرة من أوروبا

28 أغسطس، 2024

جمعية حقوقية تطالب بتدخل عاجل لحل أزمة سوق الجملة بتازة

27 أغسطس، 2024

عاجل : هذا ما قالته الوزيرة “بنعلي” عن الصورة المزعومة و”قبلة باريس”

28 مايو، 2024
تـــابــعـــنـا
  • Facebook
  • YouTube
  • TikTok
  • WhatsApp
  • Twitter
  • Instagram
فيسبوك الانستغرام يوتيوب واتساب تيكتوك RSS
  • من نحن؟
  • فريق العمل
  • اتصل بنا
  • سياسة الخصوصية
جميع الحقوق محفوظة لموقع جـــدل60 2022 ©

اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter