سامية مجد
تشكل البطالة تحديًا مستمرًا في المغرب، خاصة بين الشباب الحاصلين على شهادات ودبلومات عالية. هذه المشكلة الاجتماعية المستعصية تضرب بجبروتها مستقبل الشباب وتهدد حياتهم بشكل يومي. تعد البطالة عقبة كبيرة أمام تحقيق طموحاتهم وإسهامهم في تنمية المجتمع.
في لقاءاتنا الميدانية مع عدد من الشباب المغاربة الذين يعانون من البطالة، ظهرت صورة قاتمة للواقع المرير الذي يعيشونه.
أحدهم، محمد، حاصل على شهادة في الهندسة المعمارية، يشارك قصته مع “جدل60” بصوت مكبوت الألم: “لقد قضيت أعوامًا دراسية مجهدة، واجتهدت للحصول على تعليم متميز، لكن بمجرد تخرجي والشروع في البحث عن وظيفة، صدمت بواقع البطالة المرير. تتراكم الشهور والسنوات، وأنا هنا ما زلت بلا عمل وبدون أمل في تحقيق طموحاتي”.
تتراكم الشهادات والدبلومات في أدراج الشباب، في حين يفتقرون للفرص الوظيفية المناسبة. يعبر عبد الرحيم، خريج كلية الحقوق، عن إحباطه وقلقه قائلاً: “أشعر بالإحباط الشديد، فأنا لست وحدي في هذا الوضع. يواجه الكثيرون من أصدقائي وزملائي نفس المشكلة. تضيع طاقاتنا ومواهبنا بلا جدوى، ويتراكم الإحباط والاكتئاب يومًا بعد يوم”.
تؤثر البطالة بشكل كبير على حياة الشباب المغاربة. يعانون من صعوبة في تحمل النفقات الأساسية وتلبية احتياجاتهم اليومية. فقدوا الثقة في قدراتهم ومهاراتهم، ما يؤثر على صحتهم النفسية ويدفع بعضهم إلى الاكتئاب والانطواء عن المجتمع.
“لقد فقدت الأمل والثقة في المستقبل”، يعترف نادر، حاصل على دبلوم في تخصص التسويق وآخر في المعلوميات. “أصبحت أشعر بالعجز والإحباط. أبحث عن فرصة وظيفية منذ سنوات، لكن لا جدوى. يتكبد الشباب الكثير من التضحيات والجهد في التعليم، لكننا نجد أنفسنا بلا مستقبل مضمون”.
تؤكد هاته القصص، أن البطالة ليست مجرد أرقام إحصائية، بل هي حالات إنسانية حقيقية لأفراد يعانون، يحلمون ويطمحون، وينتظرون الفرصة المناسبة ليثبتوا أنفسهم.