سامية مجد
هل تصدق أن المغرب كان أغنى من الصين بخمس مرات في السبعينات؟ هاته ليست مزحة بل حقيقة تاريخية موثقة.
في مقال نُشر مؤخرًا في مجلة “لكسبريس” الفرنسية، أثار الخبير الاقتصادي لورون ألكسندر انتباه العديد بعنوانه المثير: “سنة 1980 كان المغرب أغنى من الصين بخمس مرات”. يسلط المقال الضوء على حقبة تاريخية مثيرة في تطور الاقتصاد المغربي والتحديات التي تواجهه اليوم.
الفجوة الكبيرة في الدخل:
في العام 1980، كان المغرب يتفوق على الصين بشكل لا يُصدق من ناحية الدخل. فقد كان معدل الدخل السنوي للفرد المغربي يبلغ 1075 دولارًا، في حين كان معدل الدخل الصيني يبلغ فقط 195 دولارًا للفرد. هذا الفارق الكبير يثير الاستفسارات حول كيفية تطور الوضع.
التأثير الناجم عن العولمة:
أوضح ألكسندر أن العولمة كان لها دور كبير في تحول الاقتصاد العالمي. ساهمت في إخراج مليارات الأشخاص من حالة الفقر المدقع وجعلت دولًا آسيوية مثل الصين تتقدم بسرعة نحو التحضر.
التحديات التعليمية:
ومع ذلك، يُظهر الخبير الاقتصادي أن المغرب ما زال يعاني من نقص كبير في ميدان التعليم، مع معدل أمية يبلغ 40٪ للنساء. هذا الوضع يمكن أن يكون عاملاً مؤثرًا في تأخر البلاد والصعوبات في مجاراة التطور الاقتصادي الآسيوي.
التحديات المعاصرة:
على الرغم من وجود نخب تكنوقراطية ذات جودة عالية في المغرب، إلا أن هذا لا يكفي لمواكبة وتقليد وتحدي آسيا التي تستثمر بكثافة في الأبحاث والابتكار والتعليم. لذا، يواجه المغرب وبقية الدول الأفريقية تحديات كبيرة لتعزيز التنمية وتعليم الأجيال الجديدة.
المقارنة بين الدول:
للتوضيح، يُشير ألكسندر إلى مقارنة مثيرة بين فرنسا وسنغافورة. كانت فرنسا أكثر ثراء من سنغافورة بثلاث مرات في عام 1970، ولكن اليوم يُدرك الفرنسيون أن مستوى معيشتهم لم يعد يُقاس بنفس الطريقة. هذا يُظهر كيف يمكن أن يؤدي تطور الاقتصاد إلى مطالبة الطبقة السياسية بتحقيق تغييرات هامة.
في الختام، يجب أن نفكر في كيف يمكن للمغرب وبقية الدول النامية التعامل مع تحديات العولمة وتعزيز التعليم والبحث والابتكار للوصول إلى مستويات أعلى من التقدم الاقتصادي. يجب أن تكون هذه العوامل جزءًا من استراتيجيات التنمية المستدامة التي تهدف إلى تحقيق التقدم والازدهار.