سمير زرق العين
عشية انطلاق مؤتمر كوب 28 في الإمارات العربية المتحدة المزمع افتتاحه في الثلاثين من نفمبر الجاري، تبرز قضايا حقوق الإنسان كجزء أساسي يلفت الأنظار إلى جانب التحديات التي قد تؤثر على نجاح هذا الحدث العالمي. ضمن هذا الإطار، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرًا يكشف عن سجل مخزي في مجال حقوق الإنسان في الإمارات، مما يثير مخاوف بشأن مدى استعداد البلاد لتحقيق توازن بين التنمية الاقتصادية واحترام حقوق الإنسان.
حقوق الإنسان في الإمارات:
التقرير لصادر عن منظمة العفو الدولية “أمنسي”، يظهر أن الإمارات تفرض قيودًا على حقوق الإنسان، وهو الأمر الذي قد يلقي بظلاله على نجاح مؤتمر كوب 28. قضايا إغلاق حيز المجتمع المدني والتجسس الرقمي تعكس التحديات التي تواجه حقوق الإنسان في هذا السياق.
التحديات أمام مؤتمر كوب 28:
تأتي التحديات الحالية في ظل توقعات بأن يكون مؤتمر كوب 28 منبرًا لمناقشة تغير المناخ. ومع ذلك، يظهر سجل الإمارات المثير للقلق في مجال حقوق الإنسان كعامل يجعل المؤتمر أكثر تعقيدًا. يجب أن يكون المؤتمر فرصة لتعزيز حرية التعبير والمشاركة السلمية للمجتمع المدني والشعوب الأصلية.
نداء لحقوق الإنسان:
منظمة العفو الدولية أكدت على أهمية حرية التعبير والاحتجاج السلمي في مؤتمر المناخ، داعية إلى ضرورة توفير الفرص للمشاركة العلنية للمجتمع المدني والمتضررين من تغير المناخ. ينبغي لهم أن يحظوا بحقهم في انتقاد الدول والحكومات بحرية ودون خوف.
التضارب في مصالح رئيس كوب 28:
في السياق ذاته، أشارت المنظمة إلى تضارب في مصالح سلطان الجابر، رئيس مؤتمر كوب 28 والذي هو في الآن نفسه الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك). واعتبرت “أمنستي” أن هذا التضارب يعتبر تحديًا لنجاح المؤتمر، حيث دعت المنظمة الجابر إلى الاستقالة من أدنوك لتجنب أي تضارب في المصالح.
الاقتصاد وتأثيره على موقف الإمارات:
تعتبر الإمارات من بين أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، مما يضعها في مواجهة تحديات تحول الاقتصاد من الوقود الأحفوري. يتزايد الضغط للتحول إلى الطاقة المتجددة، ولكن يواجه البلد مقاومة من بعض المصالح التي تستفيد من صناعة الوقود الأحفوري.
في الختام، ومع مع اقتراب انطلاق مؤتمر كوب 28 في الإمارات، يأمل العالم أن تتخذ الحكومة الإماراتية إجراءات جادة لتحسين حقوق الإنسان وتعزيز المشاركة الفعّالة في المؤتمر. يعتبر الالتزام الفعّال بحقوق الإنسان أمرًا حيويًا لضمان نجاح المؤتمر وتحقيق التحول المستدام.