سمير زرق العين
يعد فشل السياسيين في المغرب ظاهرة مؤلمة ومقلقة تؤثر على مستقبل البلاد وتعكس ضعف القيادة السياسية وانعدام التوجه الفعال. رغم التطلعات العالية والوعود الزاخرة بالتغيير والتنمية، يبدو أن السياسيين يتفننون في إحباط آمال الشعب وتجاهل مشاكله الحقيقية.
أحد الأسباب الرئيسية لفشل السياسيين في المغرب هو التضليل المستمر والوعود الفارغة التي لا تترجم إلى إجراءات فعلية. يتم تقديم خطط وبرامج ووعود كبيرة للتنمية وتحسين الأوضاع، ولكن في النهاية، تبقى تلك الوعود حبرًا على ورق. يشعر الشعب بالخيبة والإحباط لأنه لا يلمس أي تقدم حقيقي يحسن حياته.
تفشي الفساد والمحسوبية في الأوساط السياسية يعد أيضا، عاملًا مؤثرًا في فشل السياسيين في المغرب. يتم تحويل الموارد والفرص لصالح القلة السياسية المتمتعة بالنفوذ والحظوة، بينما يتم تجاهل حقوق واحتياجات الشعب. هذا النمط السلبي للمشهد السياسي يؤدي إلى ضعف الثقة في “العملية السياسية برمتها” وتدهور الحياة العامة.
علاوة على كل ذلك، يعاني العديد من السياسيين في المغرب من عجز كبير عن التواصل مع الشعب وفهم احتياجاته ومشاكله الحقيقية. يتحدث السياسيون في مجالسهم الراقية، صالوناتهم المخملية ومكاتبهم المكيفة، منفصلين بشكل تام عن الواقع المعيشي والاجتماعي للمواطنين العاديين. هذا الانقطاع يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة وعدم وجود استجابة فعالة لمطالب الشعب.
من أجل تفادي مزيد من فشل السياسيين في المغرب، يتوجب تنفيذ إصلاحات جذرية في النظام السياسي. يجب تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، وتمكين المجتمع المدني والمشاركة العامة في صنع القرارات. يجب أن يتحمل السياسيون مسؤولية تقديم الخدمات الأساسية وتحقيق التنمية الشاملة للشعب.
الحاجة إلى تغيير حقيقي وجذري في “العقليات” أمرٌ ضروري لضمان مستقبل مشرق للبلاد ورفاهية المواطنين. يتطلب ذلك التخلص من التضليل والوعود الفارغة، ومكافحة الفساد والمحسوبية، وتعزيز التواصل والتفاعل الحقيقي مع الشعب.
في مقابل ذلك، يتوجب علينا جميعًا المشاركة الفعالة في العملية السياسية والمطالبة بالتغيير والإصلاح. وأن نستفيق من غفلتنا ونعبر عن آراءنا بصوت واحد، وأن ندعم السياسيين النزيهين والقوانين العادلة.