سمير زرق العين
في عصر ثورة التكنولوجيا وبروز تغييرات سريعة في عادات القراءة، تظهر إشارات واضحة على تحول جذري في منظومة الإعلام المغربي. مع نشر دراسة جديدة أعدها المعهد المغربي لتحليل السياسات بالتعاون مع المنتدى المغربي للصحافيين الشباب ومنظمة “INTERNEWS”، يأتي عنوان “دراسة جديدة لتكتب وبشكل رسمي’شهادة وفاة’ الصحف الورقية في المغرب” كرمز لتغييرات جذرية في عالم الإعلام.
وأظهرت الدراسة المذكورة، أن 6% فقط من المغاربة لا يزالون يعتمدون على الصحف الورقية للحصول على المعلومات. في المقابل، يفضل 33% منهم الحصول على الأخبار من خلال القنوات الفضائية.
وفقًا للنتائج، يعتمد 18% من المغاربة على شبكة الإنترنت للوصول إلى المعلومات، في حين يستند 14% إلى القنوات الإذاعية، و13% يعتمدون على البلاغات الرسمية الحكومية. يأتي بعدهم 10% الذين يعتمدون على الصحف الإلكترونية.
تهدف الدراسة إلى تقديم صورة شاملة للوضع الحالي لحرية التعبير والوصول إلى المعلومات في المغرب، بهدف تحسين السياسات والممارسات المتعلقة بهذين الجانبين.
الدراسة استهدفت عينة تضم 1645 شخصًا، تتوزع بين الجنسين بنسبة 51% إناثًا و49% ذكورًا. وتشمل الفئات العمرية مجموعة واسعة، حيث يتراوح عدد المستجوبين بين 18 و60 سنة.
وتشمل الجهات التي شملتها الدراسة أربع مناطق رئيسية، حيث بلغت نسبة 33% في الدار البيضاء، و21% في طنجة، و22% في سوس، و24% في فاس.
وتأتي نتائج هذه الدراسة، كدعوة للتفكير الجاد واتخاذ إجراءات فعالة لضبط وضع الصحف الورقية في المغرب، بعدما باتت هذه الصحف، التي كانت في السابق تلعب دورًا حيويًا في توجيه الرأي العام وتقديم المعلومات، الى أشبه بـ “ريع” غير مقبول، جراء اعتمادها بشكل متزايد على أموال دافعي الضرائب من أجل البقاء، بشكل يُعرض الحق في حرية الصحافة للخطر وينعكس سلبًا على التنوع والاستقلالية الإعلامية.