سمير زرق العين
في تطور يلقي بظلاله القاتمة على الوضع البيئي والزراعي في المغرب، يعاني البلد من جفاف متواصل يستمر للسنة السادسة على التوالي، وفقًا لتصريحات وزير التجهيز والماء، نزار بركة، في 21 ديسمبر.
تعتبر الفلاحةفي المغرب قطاعًا حيويًا، إذ يعتمد عليها الاقتصاد وتعتبر مصدر رزق للعديد من السكان، حيث يشغل هذا القطاع ثلثي القوى العاملة ويسهم بنسبة 14% من صادرات البلاد. ومع توالي السنوات الجافة، يتزايد القلق حيال مستقبل الزراعة والموارد المائية في البلاد.
وفقًا لوزير التجهيز والماء، تراجعت كميات الأمطار بنسبة 67% خلال الأشهر الأخيرة مقارنة بالسنة المعتبرة عادية، مما يشير إلى استمرار الجفاف في الفترة المقبلة. هذا التدهور يعزز من تفاقم الأزمة المائية في البلاد، إذ انخفضت نسبة ملء السدود إلى 23.5% فقط، بينما كانت في السنة الماضية تصل إلى 31% في نفس الفترة.
ويعزى التوتر المائي في المغرب إلى ارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت المعدل السنوي بمقدار 1.30 درجة مئوية، مما يؤدي إلى زيادة تبخر المياه في السدود والمخازن المائية.
في خضم تحديات الجفاف المتواصل، يبقى المغرب عرضة لتبعات جسيمة على الزراعة والموارد المائية، مما يستدعي استراتيجيات حكومية فاعلة وتدابير جادة. بينما يأمل الفلاحون في تحسين الظروف المناخية في الأشهر القادمة، يظل الوعي والتحرك العاجل ضروريين لضمان استمرارية الحياة وازدهار الاقتصاد. إن تحقيق التوازن بين الحفاظ على الموارد الطبيعية وتلبية احتياجات السكان يتطلب تضافر الجهود وتنفيذ إصلاحات هيكلية.