سامية مجد
تأتي نهاية كل عام مع مزيج من المشاعر، حيث يمتزج الفرح بالتحسينات المتوقعة في العام القادم بالحزن والقلق الناجم عن مراجعة الأحداث وتقييم الإنجازات. يبدو أن هناك ظاهرة نفسية تتكرر في نهاية كل سنة، تتمثل في ازدياد الكآبة والقلق لدى البعض. لماذا يحدث ذلك؟ وكيف يمكن التغلب على هذا الشعور؟
تأثير النهاية وبداية جديدة:
نهاية العام تمثل لدى الكثيرون نقطة تقييم للإنجازات والأهداف التي حققوها خلال السنة الماضية، مما قد يفتح الباب أمام الانعكاس على الأخطاء والتحفيز لتحقيق تحسينات في العام القادم. وفي حين أن هذا الانعكاس قد يكون بناءً، إلا أنه أحيانًا يؤدي إلى الشعور بالإحباط والكآبة.
الضغوط الاجتماعية:
تأتي رأس السنة مع توقعات اجتماعية عالية، حيث يُفضل عادة وضع قائمة بالقرارات والتحديات التي يجب تحقيقها في العام الجديد. هذا الضغط الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى شعور بالقلق والتوتر، خاصة إذا كانت التوقعات لا تتماشى مع الواقع الشخصي.
عوامل الضغط الاقتصادي:
مع اقتراب نهاية العام، يمكن أن يزداد القلق بشكل خاص للأفراد الذين يعيشون في ظروف اقتصادية صعبة. يزداد الضغط المالي خلال موسم الاحتفالات مع التكاليف المرتفعة للهدايا والاحتفالات، مما يضيف عاملاً آخر للكآبة النهاية السنوية.
آراء الخبراء:
الدكتورة ليلى عبد الرحمن – أخصائية نفسية:
“في هذا الوقت من العام، يتأثر العديد من الأشخاص بالضغوط النفسية الناجمة عن ضغوط العمل، والتحقق من تحقيق الأهداف، والمقارنة بالآخرين. من الضروري فهم أن التحسينات لا تحدث فجأة، وأن الركيزة الأساسية هي الاستمرار في المحاولة وتعلم كيفية التعامل مع الضغوط بشكل صحيح.”
الدكتور أحمد مصطفى – خبير في التنمية البشرية:
“يُفضل دائمًا تقدير الإنجازات والتقدم بصورة إيجابية، مع التركيز على التعلم من التحديات وتحديد أهداف واقعية للمستقبل. يمكن أن يساعد البحث عن الدعم النفسي والاجتماعي في التغلب على الكآبة وتعزيز الصحة النفسية.”
ختاما، يعتبر شعور الكآبة والقلق في نهاية العام أمرًا طبيعيًا للعديد من الأشخاص، ولكن يتوجب فهم هذه الظاهرة والعمل على التغلب عليها بطرق إيجابية. من خلال التقييم الواقعي للإنجازات وتعزيز التفاؤل، يمكننا تجاوز هذه المشاعر والنظر إلى العام الجديد بروح إيجابية وطمأنية.