فاس – سامية مجد
تسود حالة من الاستياء مدينة فاس، بعد هدم المجلس الجماعي ” الذي يرأسه “عبدالسلام البقالي” المنتمي لحزب “الحمامة”، لـ “باب سيدي العواد الرصيف” بالمدينة العتيقة، لإنجاز موقف سيارات لا تتجاوز طاقته الاستعابية خمسين سيارة، وبميزانية وُصفت بالضخمة.
قرار هدم هذا “الباب”، الذي يُعتبر جزءًا من التاريخ والهوية الثقافية للمدينة، أثار استنكارا واسعًا بين سكان المدينة ونشطاء جمعويين وسياسيين.
في سياق متصل، عبرت البرلمانية ريم شباط نجلة العمدة الأسبق للمدينة حميد شباط، عن استغرابها “الشديد من هدم هذا الباب لإنجاز موقف لخمسين سيارة بغلاف مالي مهم في غياب أي لوحة توضيحية للبطاقة التقنية للمشروع.”و
وأضافت، ضمن تدوينة تشاطرتها عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك :” كان من الواجب التفكير في مشروع من شأنه أن يخلق فضاءً متجددا لإنعاش التجارة والسياحة والاهتمام بالباعة المتجولين من خلال خلق مشاريع تنموية لإدماجهم ومواكبتهم في ساحة الرصيف التي كانت تشهد أنشطة اقتصادية مهمة ومصدر دخل للعديد من الاسر بالمدينة القديمة، إضافة إلى أن الساحة تعتبر بمثابة مدار سياحي ومدخل رئيسي للمدينة القديمة.”
وتابعت البرلمانية عن حزب جبهة القوى الديمقراطية ” أن بناء مرآب للسيارات بجوار واد الجواهر، وهو واد يخترق المدينة العتيقة بفاس ويمر بجوار ساحة الرصيف، دون استحضار ودراسة للفيضانات، قد يكلف المدينة خسائر مادية وبشرية.”
الى ذلك، عبر نشطاء جمعويون يشتغلون في مجال “حفظ الثرات”، عن “قلقهم إزاء تدمير جزء من تراث المدينة بهذه الطريقة”، مشيرين “إلى أنه كان من الممكن العثور على حلول بديلة لتلبية احتياجات المرور دون اللجوء إلى تدمير التاريخ”.
وأوضح هؤلاء النشطاء ” أنهم لا يعارضون إنشاء مواقف سيارات، ولكن يتوجب أخذ التراث الثقافي في الاعتبار والبحث عن حل يحقق التوازن بين التطوير الحضري والحفاظ على الهوية التاريخية، خاصة وأن باب السور يعود لسنوات طوال، وكان يُعتبر جزءًا من التحف الهندسية التي تعبر عن عراقة وتاريخ المدينة”.